هيت بلادي :
رغم انتشار مطاعم الظلام حول العالم منذ أكثر من 15 عاماً، فإن عبد الباسط محمد قرر أن ينقل الفكرة من أوروبا إلى مصر، ليكون أول مطعم في مصر يقدم الطعام في الظلام للزائرين، من دون معرفة قائمة الطعام.
تجربة فريدة تستمر لساعة ونصف يقوم فيها الزائر بالاعتماد على حاسة الشم واللمس فقط، ليتبادل فيها المبصرون الأدوار مع المكفوفين.
وفي حديث مع عبد الباسط محمد عزب، رئيس المركز العربي للإعلام المتخصص لذوي الإعاقة، صاحب المطعم، يشير إلى أنه لاحظ انتشار هذه المطاعم في دول أوروبا بشكل كبير خاصة في فرنسا، وأعجب كثيراً بالفكرة لذلك قرر أن ينقل هذه الفكرة لمصر مع الحفاظ على نفس العلامة التجارية لسلسلة مطاعم " Dans Le Noir" المنتشرة حول العالم في دول أوروبا وإفريقيا وأستراليا.
وبدأ عبد الباسط في تنفيذ الفكرة في منطقة الهرم، التي تعتبر إحدى المناطق العريقة المرتبطة بشكل كبير بتاريخ مصر الفرعوني. وأوضح أن المطعم تم تنفيذه بطريقة هندسية محددة لتوزيع الإضاءة في المكان، بالإضافة إلى الاستعانة بالآلات والتقنيات الحديثة لتساهم في تسهيل عمل المكفوفين، كما يتم توزيع الطاولات بطريقة معينة ومساحات محددة ليكون الكفيف قادر على التعامل مع توزيع الطلبات للزائرين وتحديد أماكنهم.
ويمثل المكفوفون 90% من العاملين والمدربين في هذا المطعم، حيث يستعين عبد الباسط بـ19 نادلاً وموظفاً للتسويق، بعد أن تم تدريبهم على يد فريق من المختصين. ويشترط عبد الباسط أن يستوفي العاملون في المطعم بعض الشروط الأساسية، فيجب أن يتقن النادل التحدث بأكثر من لغة وأن يتسم باللباقة وحسن المعاملة، وأن يجتاز بعض المقابلات الشخصية قبل مباشرة العمل في المطعم.
كما أشار عبد الباسط إلى أن المطعم يهدف بشكل أساسي إلى تغيير ثقافة المبصرين عن ذوي الإعاقات، ليثبت لهم أن المعوق عند تهيئة الفرص له يقدر على الإبداع والتقدم،. كما يسعى المطعم إلى أن يحرك حواس الفرد من خلال البقاء لمدة ساعة ونصف تعتمد خلالها على حواسك المختلفة من اللمس والشم لتكتشف الأشياء بطريقة مختلفة تماماً لم يسبق للمبصر تجربتها من قبل، كما يساعد العمل في تعزيز ثقة المعاق في قدراته من خلال عمله.
وينفرد هذا المطعم بطريقة خاصة في التعامل مع الزائرين بدءاً من الحجز حتى تقديم الطعام، حيث يشترط المطعم على الزائرين الحجز المسبق ليقوم العاملون بسؤالهم عن إذا كانوا يعانون من الحساسية من بعض الأطعمة أو التوابل وما يفضلونه من الأطعمة. إذ لا يقدم المطعم قائمة طعام للزائرين بل يعتمد على تقديم الأطعمة الفرعونية القديمة التي يتميز بها المصريون.
ويستعين الزائر في الظلام بحاسة الشم واللمس ليتعرف على الوجبة التي اختارها المطعم له من خلال إجابته على الأسئلة عند إجراء الحجز. وبعد انتهاء الساعة والنصف يحضر النادل ليسأل الزائرين في ما إذا استطاعوا معرفة الوجبة التي تم تحضيرها لهم وعن رأيهم في التجربة.
وفي نهاية حديثه، أكد عبد الباسط أن الزائرين من المصريين والأجانب يسعدون بهذه التجربة، مشيراً إلى أن كثيراً من المشاهير والفنانين يترددون إلى المطعم، آملا أن ينشر الفكرة في مناطق مختلفة في مصر.