هيت بلادي :
لفت إحدى صور الحرائق التي تضرب نيو ساوث ويلز وفيكتوريا العالم، وأصبحت أحد أشهر وجوه هذه الأزمة. صاحب الصورة هو الصبي فين بيرنز الذي يبلغ من العمر 11 والتقطتها له والدته أثناء فرارهم على متن القارب من بلدة مالاكوتا المنكوبة في إيست جيبسلاند.
بيرنز تحدث عن اللحظة "المخيفة للغاية" التي أظلمت فيها السماء فوق رأسه خلال ساعات النهار: "عندما غادرنا كانت السماء مظلمة تماما، وكانت الرياح قوية للغاية. كان كل همنا هو الهروب من الحرائق والوصول إلى مكان آمن."
وقال فين "كان لدينا خطة وقمنا بتنفيذها..ونجحت."
كان الفتى بصحبة والدته آليسون ماريون وشقيقه كاليب وكلب العائلة على متن القارب الذي انطلق من شاطئ مالاكوتا صباح الثلاثاء. وتظهر الصورة بيرنز وهو يوجه القارب ويرتدي قناعا على وجهه للوقاية من الدخان، فيما تبدو السماء وراءه حمراء قانية.
التقطت الأم الصورة لتسجل هذه اللحظة العائلية لكنها منذ ذلك الحين انتشرت في كل مكان وتصدرت صفحات الجرائد في أستراليا كما ظهرت على صفحات المواقع العالمية مثل بي بي سي.
وقالت الأم إنها فخورة بثباته الانفعالي عندما انطلقت العائلة بالقارب مع عائلات أخرى للوصول إلى مكان آمن في غودوين ساندز.
وقالت في مقابلة مع ABC "كنا محظوظين أن نكون برفقة عائلات أخرى من مالاكوتا، حيث ساعدونا وأبحرنا معهم إلى غودين ساندز حيث قضينا اليوم بصحبة الكثير من أهالي مالاكوتا."
وعندما عادت السيدة ماريون إلى منزلها مرة أخرى، كانت سعيدة لأنها وجدت أن المنزل وباقي منازل الشارع الذي تقطنه ما زالت صامدة، لكنها شعرت بالحزن أيضا على الناس الذين فقدوا كل شئ خلال الحريق.
وقالت ماريون "شارعنا نجا من الحريق بشكل ما، ولكني أشعر بالتعاطف مع الكثير من الناس في بلدتنا الذين فقدوا منازلهم، الأمر محزن بحق."
وما زال نحو 4,000 شخص عالقين في مالاكوتا، ولا يتواصلون مع العالم الخارجي إلا من خلال البحر. وقال مفوض إدارة الطوارئ في فيكتوريا أندرو كريسب إن إدارة الطوارئ نقلت مجموعة من أكبر المروحيات لديها إلى المنطقة حيث تستخدمهم لنقل رجال الإطفاء من وإلى مالاكوتا.
وتقوم السلطات باستخدام سفن البحرية الأسترالية لنقل الطعام والوقود والمياه للعالقين هناك بينما بدأت مروحيات الجيش في نقل بعض المسنين والمرضى إلى أماكن أكثر أمنا.
وستقوم البحرية بنقل سفينة ضخمة إلى شواطئ مالاكوتا لتعمل كملجأ مؤقت أيضا للناس هنا.