هيت بلادي :
شهدت إثيوبيا، أمس الثلاثاء، احتجاجات وأحداث عنف كبيرة في العاصمة أديس أبابا ومنطقة أوروميا المحيطة بها، إثر اغتيال المغني الشاب وكاتب الأغاني الشهير هاشالو هونديسا بالرصاص، وأدت الحادثة أيضا إلى مقتل 50 مواطناً.
وفي كلمة نقلها التلفزيون مساء الثلاثاء، وصف رئيس الوزراء آبي أحمد قتل المغني بأنه "عمل شرير". وأضاف "إنها فعلة ارتكبها واستلهمها أعداء في الداخل والخارج لزعزعة سلامنا ومنعنا من تحقيق الأمور التي بدأناها".
وذكرت الشرطة أن هاشالو قُتل بالرصاص في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء الاثنين. وقال مفوض شرطة مدينة أديس أبابا جيتو أرجاو لوسائل الإعلام الرسمية إن الشرطة اعتقلت بعض المشتبه بهم، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل.
كما قالت الشرطة إنه جرى التخطيط للقتل جيدا على ما يبدو.
وقال مفوض الشرطة الاتحادية في إثيوبيا، إنديشو تاسيو، إن ثلاثة انفجارات هزت المدينة. وأضاف في كلمة أذاعها التلفزيون ليل الثلاثاء "قُتل بعض المتورطين في زرع قنبلة علاوة على مدنيين أبرياء". ولم يقدم تفاصيل أخرى.
وأوضح أن ضابط شرطة قُتل أيضا في العاصمة خلال مواجهة مع الحرس الشخصي لقطب الإعلام جوهر محمد. وكان العشرات قد لقوا حتفهم عندما اشتبك أنصار جوهر مع الشرطة في أكتوبر تشرين الأول.
هذا وينتمي كل من رئيس الوزراء وجوهر والمغني القتيل إلى عرق الأورومو وهي أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا واشتكت طويلا من تهميشها إلى أن عُين آبي رئيسا للوزراء عام 2018.
من جانبه، قال مفوض الشرطة الاتحادية إنديشو إنه جرى اعتقال قطب الإعلام جوهر محمد وزعيم حزب سياسي معارض ينتمي للأورومو و33 شخصا آخرين. وأضاف أن الشرطة صادرت أسلحة وأجهزة لاسلكي من حرس جوهر.
وأصبح جوهر منتقدا قويا لآبي بعد أن كان من أقوى أنصاره.
في المقابل، قالت المحطة التلفزيونية المملوكة لجوهر إنها أرغمت على البث عبر الأقمار الصناعية من ولاية مينيسوتا الأميركية، بعدما داهمت الشرطة الإثيوبية مكاتبها واحتجزت موظفين.
وعلق جوهر على مقتل المغني عبر صفحته على فيسبوك صباح الثلاثاء. وقال "إنهم لم يقتلوا هاشالو فحسب. لكنهم أطلقوا الرصاص على قلب أمة الأورومو مرة أخرى. يمكنكم قتلنا، جميعا.. لكنكم لن توقفونا، أبدا".
وكان المغني قد انتقد القيادة الإثيوبية في مقابلة مع الشبكة الإعلامية المملوكة لجوهر الأسبوع الماضي. وأشعل قتل المغني الاحتجاجات في عدة مدن للأورومو.
وقال مسؤول طبي يُدعى ميكونين فيسا لرويترز إن المستشفى الرئيسي في بلدة أداما استقبل نحو 80 مصابا، معظمهم أصيبوا بطلقات نارية لكن بعضهم تعرض للضرب أو الطعن. وقال إن 8 أشخاص لقوا حتفهم في الطريق إلى المستشفى أو بعد الوصول إليه.
وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي حشودا كبيرة تحيط بسيارة قيل إنها تحمل جثمان هاشالو وتسير ببطء إلى مسقط رأسه في بلدة أمبو التي تبعد حوالي 100 كيلومتر إلى الشرق من أديس أبابا.
وعملت خدمات الهاتف بشكل متقطع وتعطل الإنترنت وهي خطوة اتخذتها السلطات من قبل أثناء الاضطرابات السياسية.
وقالت منظمة نتبلوكس التي ترصد انقطاع الإنترنت في العالم إن الإنترنت توقف في حوالي الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، وإن ذلك الانقطاع هو الأشد خلال العام المنصرم.